قائمة مراجعة اضطراب ما بعد الصدمة (PCL - 5 ) وفقا للدليل التشخيصى الخامس DSM-5

المؤلف د. محمد خطاب - د. ابراهيم يونس | الناشر مكتبة الانجلو المصرية

سنة النشر 2024

عدد الصفحات 146

الترقيم الدولي 9789770535417

نوع الغلاف غلاف عادي

---

إن ضغوط الحياة وأحداثها الحرجة هي من طبيعة الوجود الإنساني، وركن أساسي من أركان الحياة بجوانبها الموجبة والسالبة، ولا تخلو الحياة منها، ونزداد الضغوط كمًا وكيفاً مع تعقد الحضارة وتسارع إيقاع العصر وتحدياته، وعلى الرغم من تنوع الأحداث الصدمية التي قد يتعرض لها الفرد، إلا أن الحروب تبقى من أقوى تلك الأحداث؛ نظراً لسرعتها وحدتها وحجم الدمار المادي والاجتماعي والنفسي الذي تتركه، إضافة إلى أنها من صنع البشر، لذا فقد فرضت الآثار المروعة للحروب على الأفراد والمجتمعات الاهتمام ببحث المشكلات الناجمة عن الخبرات الصادمة، التي يتعرض لها الأطفال والمراهقون بدءًا من برنامج بحوث الأمم المتحدة في عام 1948 برئاسة ”جون بولبي” عن: “ تأثير صدمات الحرب العالمية الثانية على الأطفال اليتامى الذين فقدوا والديهم في الحرب، إلى توالي الدراسات التي تناولت تأثير حروب ونزاعات أخرى في مناطق عديدة من العالم، ومن هنا تظهر المراجعة الواسعة للأدبيات المتوافرة حول تجارب الأطفال والمراهقين في أثناء الحرب العالمية الثانية والحروب والنزاعات الحديثة تنوع تلك الخبرات، والواقع أن ذلك يؤدي إلى نقص نمو مهارات مواجهة الضغوط وآليات الدفاع بوصفها أساليب للتوافق مع المواقف الضاغطة ونتائجها، بالإضافة إلى طبيعة المراهقة ذاتها ومشكلات النمو عند المراهقين، الأمر الذي يجعلهم أكثر استعدادًا للتأثر بتلك الأحداث ”. وعلى الرغم من تنوع الأحداث التي قد يتعرض لها الفرد فإن الحروب تبقى من أقوى تلك الأحداث؛ نظراً لسرعتها وحدتها وحجم الدمار المادي والاجتماعي والنفسي الذي تتركه، إضافة إلى أنها من صنع البشر، فتعرض الإنسان لخطر مفاجئ أو رؤية مشهد مفزع أو سماع خبر مفجع، تتسبب في حدوث صدمة نفسية له تعرف بـ “Trauma” ، وهي حالة من الضغط النفسي ذي المصدر الخارجي تتجاوز قدرة الإنسان على التحمل والعودة إلى حالة التوازن الدائم بعدها، وبالاضافة لما سبق فأن التعرض لصدمات الحرب يفجر اضطراب الضغوط التالية للصدمة عند الأطفال والمراهقين، في حين أن الفقدان تتبعه ردود فعل الأسى والحزن؛ ولهذا فإن مواقف الحرب تنطوي على تأثير تراكمي بسبب ما يميز الحروب خاصة من صدمات متعددة، كما تتباين المشكلات والاضطرابات وأعراضها عند الأطفال أو المراهقين الذين شاهدوا الوالدين أو أحدهما أو أعضاء في الأسرة وهم يقتلون أو يعذبون. والواقع أن تأثير التجارب القاسية والأحداث الصدمية على الأطفال والمراهقين قد يفوق تأثيرها على الكبار، ويرجع ذلك إلى نقص نمو مهارات مواجهة الضغوط وآليات الدفاع بوصفها أساليب للتوافق مع المواقف الضاغطة ونتائجها، وذلك ما يعبر عنه إريكسون“Eriskson, 1959“ بـ”الأزمة المحتملة” Potential Crises عند الأطفال والمراهقين، ولذلك فأن التعرض لخبرات صادمة وشديدة قد يؤدي إلى الإصابة باضطراب ضغوط ما بعد الصدمة لدى حولي أكثر من نصف جموع الأشخاص الذين خبروا الصدمة، فإن ذلك يفترض أن ثمة عوامل وأسباب أخرى قد تساهم في تطور هذا الاضطراب ودرجة شدته وأزماته، وهذا ما يجعلنا نؤكد أنه قد لا نجد أمثلة في المرض النفسي الحاد أكثر مأساوية من اضطراب الضغوط التالية للصدمة الناجم عن الحروب، والتي يمكن أن تستمر فيه العواقب الانفعالية لهذا الاضطراب مدى الحياة. ولذا يوصي باستخدام هذه القائمة في الفحص الأولي ومراقبة الاعراض طوال فترة العلاج.